الالهام كان منذ الصغر، امي الله يحفظها لينا كان همها الاول في الغربة تبني لينا بيت في السودان، بتذكر كل اجازة بنجي السودان بكون حايم وراها من قطعة ارض لتانية، من مهندس لمساح لمقاول. في الفترة دي عجبتني فكرة انه كيف تحول قطعة ارض فاضية لمبنى جميل كله حياة. كانت رغبتي معمار الوقت داك ظناً مني انه المعماري هو البصمم والببني البيت، لمن جيت اقدم للجامعة استشرت عم معاوية ربنا يديه العافية وضح لي الفرق بين المهندس المعماري والمدني، منها كان الخيار واضح بالنسبة لي انه اواصل حلمي اني ابقى مهندس مدني كبير زي عم معاوية.
عدت الخمسة سنين في الجامعة واتخرجت مليان شغف وحيوية للحياة العملية لكن انصدمت بالواقع، اتعطلت قريب سنتين بفتش في شغل ومالاقي!. اكيد اصابني احساس بالفشل وقربت استغنى من حلمي لكن صبرت. بتذكر كنت بمشي للمكاتب في شغلهم ومن الباب بقولوا لي ارجع لكن كنت بقول ليهم عندي مقابلة مع المدير 😉. بتذكر وحدة من المعاينات المسؤول قالي انت ما قدر الشغلة دي شوف حاجة تانية!. كنت بلقى شغلات قريبة وبراتب كويس لكن ما الشيء العاوزه، كنت دايما بستشير مهندس زهير الي ليه دور كبير في توجيهي في المسار الصحيح. بعد معاناه لقيت شغل في شركة كبيرة معروفة في قطر كنت بحلم اشتغل معاهم بصمموا ناطحات سحاب لكن قالوا لي اشتغل معانا رسام. رسام دي وظيفة ما محتاجة شهادة جامعية، بتذكر اليوم داك جيت راجع البيت بين فرحان ومحبط، خفت امي تقولي بعد خمسة سنين قراية عاوز ترميها، لكن اتفاجاءت بانها فرحت لي شديد وقالت لي يمكن يرقوك لمهندس، فعلا ما تميت شهرين واترقيت من رسام لمهندس (الله عليك يا حجة 😅...ما شاء الله ذكاوة شديدة).
من تلك اللحظة كانت نقطة الانطلاق الكنت مستنيها، لقيت وظيفة عمري وبديت اصمم مشاريع كبيرة في قطر منها تلاتة ابراج، واحدة منهم اكبر برج مايل في قطر. منها النجاحات بدت تتوالي لانه دايما البداية هي الصعبة، مشيت عملت ماجستير في هولندا واشتغلت في شركات هندسية هناك واسي حاليا خاشي رحلة جديدة في عالم برمجة الحواسيب علشان كده كتبت البوست دا قلت احكي تجربتي في الهندسة المدنية عسى البعض يستفيد منها.
العبرة من القصة، استشير زي ما استشرت امي وعم معاوية و مهندس زهير ، اصبر على مرادك زي ما صبرت سنتين من غير شغل. البداية دايما هي الصعبة لكن مع تراكم الخبرات والمعارف الحياة المهنية بتبقى اسهل.