تجنبت النظر إليها خوفاً من اسرح في جمال هذا الخلق البديع، كانت تلك البداية والمحادثة واللقاء، لم أكن في كامل قواي فبريق حسنها اكهل حواسي، عشقتها من اول نظرة، حديثها يسري كجرعة ماء باردة في صيف صقيع. صوتها الرقيق كأنه شعرة طويلة تعزف الحان على موج خفيف. لم اكن اعرف ما الذي يجري آنذاك هل هو حلم ام حقيقة، لكن ما اردته انه حتى لو كان حلم فلا اريد ان استيقظ منه، عمدت ان لا اعرف الحقيقة حتى اكمل المسير. عسى ان ذلك الأمل قد يعيد بعد المياة لذلك النبت القديم.
انه القطار الاحمر الجميل، أظنها ذكرى لن تزول، جمعت شمل انفاسي وبدأت الحديث بذلك القطار الجميل، فكان الرد أجمل، ما زالت تذكر تفاصيل حديث لقاؤنا الأول، هي لم تنسى ولكن انا نسيت. ترتبك، تستمع بهدوء، تسرح احيانا، واحيانا تبادر بالحديث. وأنا ما زلت ألملم ما تبقى لي من زفير. تمنيت لو ان القطار يسري بنا الى الابد، لكن سرعان ما توقف وأوقف كل إحساسٍ دفيق.
ذهبن جميعا للتجمل للحفل، كلهن اختلفت ملامحهن الا هي، لا استطيع ان اجزم انها ازدادت جمالاً لان جمالها ليس له مثيل. جلست بعيداً هذه المرة حتى اختلس بعض اللمحات، لكن كانت المفاجأة، بكل ما كانت تزهو به من حسان جاءت نحوي وجلست بقربي وابتسمت وقالت لي، انظر انه يعزف اغانيك المفضلة!. كان شعورا لا يوصف شعرت للحظة ان لي ثقلا في هذه الحياة، لكن سرعان ما تلاشت اللحظة اذ حان الأوان للرحيل.
ما زالت تذكر كل تفاصيل حديثنا، احيانا تلاطفني بمزحة واحيانا بأخرى قد تخيب، فتردفها بضحكات برئية تشعل في فؤادي بريق، واحيانا تلاطفني بحديث رقيق، يملى كل شروخ الماضي السحيق، هي لا تعلم أن خلف هذا الجبل فوهة عميقة خامدة منذ أمدٍ بعيد، يمكن ان تثور في أي لحظة او يمكن ان يكون محتم عليها المغيب. هي ملكة، حاولت جاهدا ان اميزها من الكمال لكني لم استطع، كلما عرفتها أكثر ازدت تعقيد، اه يا قلبي الضعيف من اين اتى هذا الملاك الصغير. عرفت النساء جميعا لكن هي من جنس جديد، لمن ارى غير ابتسامها اظن ان خدها الجميل لا يعرف غير الابتسام. ها أنا أطوي آخر صفحة في قصة لم تدم طويلا وكان لابد لها من ختام، فقد حان الاوان للاستيقاظ ،انها قصة الانسانة الرائعة مونيك.